إذا كان أينشتاين محقًا بنظريته عن تشابك الزمان والمكان، فللحاضر الذي نعيشه قوة جاذبية شبيهة بقوة جاذبية ثقب أسود. التسارع التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية المتطرفة والمخاوف البيئية تجعل من المستقبل غير قابل للتنبؤ، ومن الماضي غير قابل للحفظ، حتى أصبح النظر إلى الأمام غير مؤكد والنظر إلى الوراء غير أخلاقي. إذا نظرنا إلى الجائحة من هذا المنظور، سنرى أن الكورونا قد ظهرت كنوع من المدد الغيبي يؤطر هذه الظاهرة المستمرة ويسرع منها. فقاعة زمنية سجنّا بداخلها.
بينما تلقي سحابة الأزمة المناخية ظلالها على المستقبل، لا يقتصر فخ الحاضر الذي نعيش فيه على القضايا المناخية فقط. ليس المستقبل مبهمًا لكونه حدثًا طارئًا فقط، بل كذلك لاستخدامه من قبل شركات التكنولوجيا كأداة تسويقية في محاولة للسيطرة عليه – بدءًا بتنقلنا على الكرة الأرضية وحتى إمكانية عيشنا خارجها.
بينما نتأقلم لكل هذا، تطالبنا سياسة الهويات بإعادة تحرير الماضي على نطاق غير مسبوق يفحص التاريخ من منظور القيمي والأخلاقي المتعارف عليه اليوم. يمتد الرعب من كارثة مناخية مستقبلية كخط مستقيم للماضي ويمثل دليلًا إضافيًا لا ينبغي الاعتماد عليه فقط، بل تحديه.
وفي خضم كل هذا، يتشكل حولنا “حاضر سميك” هو ليس نقطة واحدة تربط الماضي بالمستقبل، بل طبقة واسعة نعيش فيها. في هذا الحاضر، حيث المستقبل والماضي قصيران وقريبان، يكتسب الوقت والنجاعة وزنًا أكبر من أي وقت مضى ويصبح الاستخدام الصحيح لوقت التدريب والتأمل والساعات التي نقضيها أمام الشاشة وأوقات السفر مهمة حياتية.
كشخص تائه في الضباب بالكاد يستطيع رؤية ما أمامه وخلفه، تشكل قوة جاذبية الحاضر تخطيطًا لا يمكن أن يكون سوى قصير المدى، انعدام القدرة للاستعداد للمستقبل، وإعادة بناء الماضي والإدمان على الثوابت الزمنية الفورية والقابلة للقياس.
هذا وضع وجودي في بلادنا حيث غالبًا ما تخضع سرديات الماضي للنقاش وإعادة التنظيم – سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا – ويتم تسويق المستقبل على أنه تحت ظل خطر وجودي وحرب وشيكة. وهكذا، فإن الواقع المألوف هو حاضر في ثورة مستمرة بالكاد تتواجد فيه فكرة طول الأمد.
تتطلب الثوابت الزمنية القصيرة للحاضر المستمر تطرقًا جديدًا في التصميم الذي يتمثل دوره الأساسي بإحداث الصدى والعمل بروح العصر، لا سيما عند إقرانها بمسؤوليات لم يعد من الممكن تجاهلها. نظرًا لطابع التصميم الزمني وقدرته على التحديث، فهو المصدر الرئيسي للنقد تجاهه – جندريًا، اقتصاديًا، تكنولوجيًا، اجتماعيًا، وبيئيًا.
على كم من الوقت أن يمر قبل أن يصبح الغرض “دقة قديمة” وكيف نصمم الأغراض المؤقتة والزائلة؟ كيف نتكهن بالمستقبل القريب؟ كيف يتناول التصميم إدماننا على قياس الوقت ورفضنا لتقبل الساعة البيولوجية؟ وكيف يعمل كأداة لملاءَمة الماضي مع الحاضر؟
يسعى أسبوع التصميم القدس 2022 إلى فحص الطابع الزمني للتصميم وبناء الزمنية في واقع حاضر مستمر، ويتساءل عن استخدام الوقت كأداة، بدلًا من تجنبه، ليكون له تأثير إيجابي في مساحة انعدام اليقين.
نبذة عن أسبوع التصميم في القدس
يُقام أسبوع التصميم القدس، مشروع بيت هنسن المركزي، منذ العام 2011 كحدث التصميم الجماهيري الأكبر والأكثر تأثيرًا في البلاد، والذي يضم باقة متنوعة من الأمسيات، والعروض، ومعارض التصميم المحلية والعالمية. يقدم بيت هنسن ويعزز أعمالًا وفعاليات كثيرة ومتنوعة تهدف لتطوير مجال التصميم والمصممين في القدس خاصة وفي البلاد عامة. يرتكز أسبوع التصميم في كل عام على موضوع رئيسي يتناول قضايا ومواقف تميز القدس وإسرائيل ولها أهمية وعلاقة بالسياق العالمي الأوسع أيضًا، إيمانًا منا بأن المشهد الثقافي المميز في البلاد يجعل منها مختبرًا حيًا لقضايا عالمية ساخنة، وأن على التصميم التطرق والتجاوب مع هذه القضايا. يدعو أسبوع التصميم مصممات ومصممين، أفرادًا ومجموعات، من كافة التخصصات، للمشاركة وتطوير مشاريع وأفكار جديدة، والتطرق للموضوع السنوي بطرقهم\ن الخاصة. أسبوع التصميم هو مبادرة من وزارة شؤون القدس وهيئة تطوير القدس ويقام تحت إشراف بيت هنسن وشركة ران وولف.
طاقم أسبوع التصميم 2022
إدارة عامة: سمادار تسوك، فيرد أبوطبول فان در هال، وران وولف، شركة ران وولف
إدارة فنية: عَنات سَفران
قيّم المعرض: تال إيرز
م. قيّم: دانا بن شالوم، دانيال فاينبيرغ
إنتاج: ياعيل هِرشكوفيتس
تسويق وإعلام: كارين شبتاي
إدارة تقنية بين هنسن: إيتامار مفوراخ
إدارة مكتب بيت هنسن: مرسيل تهيلا بيطون
إنتاج تقني: باندا للإنتاج م.ض.
تصميم جرافيكي: مِراف شاحم، جال بن دافيد، أو بورشطاين
مطور ويب: مئير سدان
علاقات عامة محلية: ميرا آن بينارط
علاقة عامة دولية: Seen PR
تسويق ديجيتالي: MODUS، يناي هيملفيرب